همسات مرجعيون

ولدتُ في حضن بيروت، في ليلة صيف
تغفو فيها النجوم على نغمات الحزن،
في عالم لا يعرف الراحة ولا الأمان،
حيث كانت الحرب أغنية من غبار ونار.

في البقاع الغربي، حيث زرعتُ طفولتي،
كانت الأشجار تغني حكايات الجدود،
لكن صدى البنادق لم يتركني،
يقتفي خطاي حتى في أحلام السكون.

مرجعيون، أيتها الأرض التي تغسل روحي،
أنتِ الكتاب الذي كتبتُ عليه أوجاعي،
كل حجر هنا يحكي لي عن يوم حزين،
عن أم فقدت ولدها، وعن عاشق عاد بلا حبيب.

اليأس، كان صديقي، ظلًّا لا يفارقني،
ينام معي تحت سقف الليل الكئيب،
لكنه علمني أن أبحث عن ضوء،
في عيون أحبتي، في نسيم الجبال.

فالحب، يا لسرّه العميق،
نبتَ بين الأنقاض، على عتبة الخراب،
يحمل في قلبه شوقًا للوطن،
وللسماء التي لا تعرف حدود الغضب.

ثلاثة عشر عامًا في الغربة،
وكل يومٍ، كنتُ أعود إليكِ، يا مرجعيون،
في الحلم، في الفجر، في طيف الأمس،
أحمل مع الحنين الأمل، وأنتظر العناق.

وهكذا أعود، بنبض جديد،
من قلب مليء بأشواك الرحيل،
حبٌّ لا ينكسر، وأملٌ لا ينهار،
كأنهار لبنان، لا تعرف إلا العطاء.

الماضي هنا، محفورٌ في كل صخرة،
واليأس خطّ على جسدي علاماته،
لكن الحب، يا مرجعيون،
هو الجرح الذي يعيدني إلى الحياة.

You May Have Missed